تجربتي مع زراعة الشعر كانت نقطة تحول حقيقية في حياتي، فقد مررت بمراحل متعددة من فقدان الشعر، مما أثر على مظهري وثقتي بنفسي. بعد الكثير من التردد والبحث، قررت أن أخوض هذه الخطوة، واليوم أشارككم تفاصيل تجربتي الكاملة، من لحظة اتخاذ القرار وحتى النتائج النهائية، حتى يستفيد كل من يفكر في إجراء زراعة شعر.
بدأ تساقط شعري بشكل تدريجي في أواخر العشرينات، وكنت ألاحظ تراجع خط الشعر الأمامي بشكل واضح. في البداية، لجأت إلى الزيوت والوصفات الطبيعية، ثم إلى المكملات، ولكن النتيجة كانت مؤقتة وغير مرضية.
بدأت أبحث عن حلول طبية دائمة، وقرأت كثيرًا عن تقنية زراعة الشعر. شاهدت تجارب حقيقية، وتواصلت مع مراكز تجميل متخصصة، واطلعت على تقييمات العملاء. كان هدفي أن أختار مركزًا يتمتع بالسمعة الطيبة، ويستخدم تقنيات حديثة مثل تقنية الاقتطاف (FUE) أو تقنية القنوات الدقيقة (DHI).
خلال أول جلسة استشارية، شرح لي الطبيب حالتي بدقة، وأكد أنني مرشح مثالي لزراعة الشعر. تم تحديد عدد البصيلات المطلوبة (حوالي 3000 بصيلة)، وبدأت في الاستعداد للعملية، مع إجراء بعض التحاليل الطبية للتأكد من جاهزية الجسم.
استغرقت عملية الزراعة حوالي 6 ساعات، وكانت تحت التخدير الموضعي، لذلك لم أشعر بأي ألم. تم أخذ البصيلات من المنطقة المانحة (مؤخرة الرأس) وزراعتها في المنطقة الأمامية والوسطى. بعد العملية، شعرت ببعض التورم والانزعاج البسيط، لكنه اختفى خلال يومين.
اتبعت تعليمات الطبيب بدقة، من حيث استخدام الأدوية والمضادات الحيوية، وتفادي لمس المنطقة المزروعة، والامتناع عن التمارين الرياضية والحرارة المباشرة. في البداية، تساقط الشعر المزروع كما هو متوقع (تساقط مؤقت)، ثم بدأ الشعر الجديد في النمو بشكل تدريجي بعد 3 أشهر.
بعد 6 إلى 8 أشهر، لاحظت فرقًا كبيرًا في كثافة الشعر الطبيعي، وبدأت أستعيد ثقتي بنفسي. الآن، بعد مرور سنة كاملة، أصبح شعري يبدو طبيعيًا تمامًا، وكأنني لم أعانِ من الصلع يومًا.
تجربتي مع زراعة الشعر كانت ناجحة بكل المقاييس. لا أنكر أنني كنت مترددًا في البداية، لكن بعد أن رأيت النتائج بعيني، شعرت بأنني اتخذت القرار الصحيح. اليوم، أنصح كل من يعاني من تساقط الشعر المزمن أو الصلع الوراثي أن يدرس الخيار الطبي بجدية، فزراعة الشعر لم تعد رفاهية، بل حل عملي وطبيعي لمشكلة تؤثر على جوانب كثيرة من حياتنا.