سبب الصلع الوراثي يكمن في التركيبة الجينية للفرد، حيث تعتبر الوراثة هي العامل الرئيسي والأكثر شيوعًا لحدوث تساقط الشعر الدائم، سواء لدى الرجال أو النساء. وعلى الرغم من أن الكثيرين يربطون الصلع بسوء التغذية أو الإجهاد أو قلة العناية بالشعر، فإن السبب الجذري في حالات كثيرة يكون مرتبطًا بالجينات التي تتحكم في كيفية استجابة بصيلات الشعر للهرمونات، وتحديدًا هرمون "الديهدروتستوستيرون" المعروف بـ(DHT).

سبب الصلع الوراثي بالتفصيل

يرتبط الصلع الوراثي مباشرةً بمستوى حساسية بصيلات الشعر لهرمون الـDHT، وهو مشتق نشط من هرمون التستوستيرون. الأشخاص الذين يحملون جينات الصلع الوراثي تكون لديهم بصيلات شعر ضعيفة التأثير بهذا الهرمون، ما يؤدي إلى تقلص حجم البصيلة تدريجيًا، وبالتالي إنتاج شعر أرق وأقصر مع مرور الوقت، حتى تتوقف البصيلة عن إنتاج الشعر تمامًا.

كيف يبدأ الصلع الوراثي بالظهور؟

• يبدأ عادةً في نهاية مرحلة المراهقة أو العشرينات عند الرجال، ويكون بشكل تراجع تدريجي في خط الشعر الأمامي.
• عند النساء، يظهر على شكل خفة في كثافة الشعر المنتشر على قمة الرأس دون انحسار واضح.
• في كلا الحالتين، يزداد الوضع سوءًا مع الوقت إذا لم يتم اتخاذ إجراء مبكر.

هل الصلع الوراثي ينتقل من الأب أم الأم؟

على عكس الاعتقاد الشائع بأن الصلع الوراثي يُورّث من جهة الأم فقط، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الوراثة متعددة المصادر، ويمكن أن تنتقل من أحد الوالدين أو كليهما. ويُعتقد أن بعض الجينات المرتبطة بالصلع موجودة على الكروموسوم X، الذي يُورّث من الأم، في حين توجد جينات أخرى على كروموسومات جسدية تُورّث من الأب.

علامات تشير إلى أن تساقط الشعر وراثي

1. ظهور الصلع أو ضعف الكثافة في نفس الأماكن لدى أفراد الأسرة
2. تساقط تدريجي وليس مفاجئًا
3. مقاومة ضعيفة للعلاجات الموضعية العامة
4. تراجع خط الشعر الأمامي أو خفة الشعر في قمة الرأس دون أسباب طبية واضحة

هل هناك فرق بين الصلع الوراثي والتساقط الطبيعي؟

بالتأكيد. إليك المقارنة باختصار:

الصفةالصلع الوراثيالتساقط الطبيعيالسببوراثي – هرمونيتغذية – توتر – تغيرات موسميةالنمطمناطق محددةمتفرق وغير منتظممدى الاستمراردائم ومتزايدغالبًا مؤقت ويزولالعلاجيحتاج تدخل طبي وجذرييتحسن بالعناية والتغذية

طرق التعامل مع الصلع الوراثي

رغم أن السبب جيني، إلا أن هناك العديد من الحلول الفعّالة التي يمكن أن تقلل من التساقط أو حتى تعيد نمو الشعر في بعض الحالات، مثل:

• المينوكسيديل (Minoxidil): علاج موضعي يحفز تدفق الدم إلى البصيلات.
• الفيناسترايد (Finasteride): يقلل من مستوى DHT في الجسم.
• البلازما (PRP): حقن الصفائح الدموية لتحفيز النمو.
• زراعة الشعر: الحل الأكثر ديمومة وفعالية في المراحل المتقدمة.
• الليزر منخفض الطاقة: لتحفيز البصيلات الخاملة دون تدخل جراحي.

هل يمكن الوقاية من الصلع الوراثي؟

لا يمكن الوقاية من الصلع الوراثي تمامًا، لأن الجينات لا يمكن تغييرها. ولكن من خلال الكشف المبكر وبدء العلاج في الوقت المناسب، يمكن تأخير ظهوره بدرجة كبيرة، أو الحد من انتشاره.

خلاصة المقال

سبب الصلع الوراثي لا يرتبط بسلوكيات خاطئة كما يعتقد البعض، بل هو نتيجة تفاعل معقّد بين الجينات والهرمونات. وعلى الرغم من أنه لا يمكن تغيير الجينات، إلا أن تطور الطب التجميلي والعلاجات الحديثة وفّر خيارات حقيقية لمن يعانون من هذه المشكلة.