شكل الصلع الوراثي لا يظهر بنفس النمط لدى الجميع، بل تختلف مظاهره باختلاف الجنس والعوامل الوراثية والجينية. فعلى الرغم من أن المسبب الأساسي هو العامل الوراثي المرتبط بهرمونات معينة، إلا أن الشكل الخارجي لهذا النوع من الصلع يختلف بين الرجال والنساء من حيث النمط، وشدة التساقط، ومكان بداية الصلع.
شكل الصلع الوراثي عند الرجال غالبًا ما يبدأ في عمر مبكر، ويمكن أن يظهر من سن 18 عامًا، ويبدأ عادة بانحسار خط الشعر من الجانبين، ليأخذ شكل حرف “M”، ثم يتطور تدريجيًا ليشمل قمة الرأس (التاج)، ومع مرور الوقت قد يصل إلى صلع تام في مقدمة ومنتصف الرأس.
أما عند النساء، فالوضع مختلف. تساقط الشعر الوراثي لديهن لا يتسبب في صلع كامل عادة، بل يظهر على شكل ترقق عام للشعر، خاصة في منطقة منتصف الرأس والتاج، دون أن يتراجع خط الشعر الأمامي. وقد تلاحظ النساء أن فرق الشعر أصبح أعرض، وأن كثافة الشعر قلت بشكل واضح.
الاختلاف في شكل الصلع الوراثي يعود أساسًا إلى التوازن الهرموني في الجسم. فهرمون التستوستيرون يتحول إلى "ديهدروتستوستيرون" (DHT)، وهو السبب الرئيسي في انكماش بصيلات الشعر. هذا التأثير يكون أكثر وضوحًا لدى الرجال بسبب ارتفاع مستوى هذا الهرمون مقارنة بالنساء. كما تلعب العوامل الجينية الخاصة بكل فرد دورًا في سرعة وشدة تطور الحالة.
في بعض الحالات، يمكن التنبؤ بمدى تطور شكل الصلع الوراثي من خلال النظر إلى تاريخ العائلة من جهة الأم أو الأب، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الشخص سيعاني من نفس النمط أو الشدة. ومع ذلك، يُعد الفحص المبكر ومراقبة العلامات الأولية من أهم الخطوات لاتخاذ قرارات علاجية مبكرة.
شكل الصلع الوراثي يختلف من شخص لآخر، ومن المهم التمييز بين النمط الذكوري والأنثوي في تساقط الشعر لتحديد نوع العلاج المناسب. مراقبة أي تغيرات في كثافة الشعر أو شكله يمكن أن تساعد على التعامل مع الحالة في مراحلها الأولى قبل أن تتفاقم.