تجربتي مع زراعة الشعر كانت نقطة تحول حقيقية في حياتي، وأردت أن أشاركها بكل تفاصيلها حتى يستفيد منها أي شخص يُفكر في اتخاذ هذه الخطوة. لطالما كنت أعاني من تساقط الشعر التدريجي منذ أواخر العشرينات، وكان لهذا الأمر تأثير سلبي على ثقتي بنفسي ومظهري العام، خصوصًا في المناسبات الاجتماعية أو عند التقاط الصور.
بعد سنوات من تجربة العديد من العلاجات الموضعية مثل الزيوت، الشامبوهات الطبية، والمينوكسيديل، دون نتائج ملحوظة، قررت أخيرًا أن أتوجه إلى حل دائم. بدأت البحث عن مراكز موثوقة وقرأت الكثير من التجارب الحقيقية، حتى اتخذت قراري بإجراء الزراعة باستخدام تقنية FUE (اقتطاف الوحدات الجريبية).
في بداية تجربتي مع زراعة الشعر، أجريت استشارة طبية شاملة، تم خلالها تقييم فروة رأسي وتحديد المنطقة المانحة ومناطق الصلع. أكد لي الطبيب أن حالتي مناسبة للعملية وأن نسبة النجاح مرتفعة.
في يوم العملية، تم تخديري موضعيًا، ثم بدأ الفريق الطبي في اقتطاف البصيلات من المنطقة الخلفية للرأس. بعد ذلك، تمت زراعتها بعناية في مقدمة فروة الرأس. استغرقت الجلسة حوالي 7 ساعات، وكانت مريحة أكثر مما توقعت.
مرّت الأيام الأولى بعد الزراعة ببعض التورم الخفيف والحكة، وهو أمر طبيعي. التزمت بجميع تعليمات الطبيب بخصوص الغسيل، والنوم، وتناول المضادات الحيوية. بعد أسبوعين، بدأ الشعر المزروع بالتساقط (وهو أمر طبيعي)، ثم بدأ بالنمو مجددًا بعد 3 أشهر.
اليوم، وبعد مرور أكثر من نصف عام على تجربتي مع زراعة الشعر، أستطيع القول إن النتيجة كانت مرضية بنسبة كبيرة. عاد خط الشعر الأمامي ليبدو طبيعيًا، وامتلأت الفراغات التي كانت تؤرقني. أما من الناحية النفسية، فثقتي بنفسي أصبحت أقوى، وأشعر أنني أصغر عمرًا.
تجربتي مع زراعة الشعر علّمتني أن الخطوة الصحيحة تبدأ بالبحث والتخطيط الجيد. لا تتردد إن كنت تعاني من نفس المشكلة، فقط تأكد من جاهزيتك الجسدية والنفسية، واستشر مختصًا تثق به. النتائج قد تكون مذهلة أكثر مما تتوقع.